مسوحات ميدانية شملت 10 بلديات ليبية حول دور البلديات في تحسين أواضع المهاجرين والعمال في ليبيا

  تقبلوا منا نحن فريق مؤسسة بلادي وهي مؤسسة غير حكومية وغير ربحية تعمل منذ مايو 2012 على تقييم أوضاع العمال والمهاجرين في ليبيا , نرفق لحضراتكم   ملخص لنتائج وملاحظات مسوحات ميدانية قام بها الفريق الميداني داخل 10 بلديات من بينها بلدية شحات  حيث تعد البلديات في ليبيا من أهم الجهات الحكومية  التي لها دور كبير في تقديم الخدمات لكل القاطنين في نطاقها الإداري كما كان لبعض البلديات دور جيد في ابراز  صورة  إجابيه  لجهد العمال والمهاجرين القاطنين في حدودها الإدارية  , وإيمانًا منا بدور البلديات وأن لها القدرة على إحداث تأثير في أوضاع العمال والمهاجرين ومن منطلق عملنا كمؤسسة غير حكومية وغير  ربحية تعمل على قضايا المهاجرين وطالبي اللجوء في ليبيا منذ أحد عشر عامًا ومن  تجارب سابقة  قمنا بها , شرعنا على  عمل استبيان ميداني  نسلط الضوء فيه  على أوضاع المهاجرين وطالبي اللجوء والعمال المتواجدين في المناطق النائية والبعيدة وكذلك في البلديات والقرى التي بحاجة الى معرفة أهم المشاكل والعراقيل التي تواجه العمال والمهاجرين , وتقديم أهم الملاحظات والتوصيات للسادة عمداء البلديات والمعنيين فيها , جميع ملاحظاتنا وتوصياتنا غير  ملزمة لكن كلنا أمل أن يتم أخذها من باب الاستئناس من فريق متطوع يقدم عصارة مسوحات ولقاءات ميدانية مع شريحة واسعة من المهاجرين والعمال والأطفال غير المصحوبة مع والديهم  ,

 

 البلديات التي تم استهدافها من قبل فريق الباحثين هي:

(بلدية طبرق , بلدية الحرابة  , بلدية بنغازي , بلدية اجدابيا , بلدية مصراتة , بلدية طرابلس المركز , بلدية صرمان , بلدية سبها , بلدية درج ,صبراتة)

 

أبرز الملاحظات التي تقاطعت بين أغلب البلديات

  1. يوجد نقص كبير جدًا في وصول المعلومات والتوصيات للمهاجرين والعمال حتى الذين يعملون في الدوائر الحكومية فجلهم تصلهم المعلومات ناقصة أو مشوهة خصوصًا للذين لا يتحدون اللغة العربية
  2. لا يوجد تواصل حقيقي بين السلطات المحلية والبلديات مع العمال والمهاجرين ويفتقرون إلى المعرفة الجيدة للوصول الى حقوقهم ومعرفة واجباتهم
  3. أغلب المهاجرين والعمال الراغبين في العودة إلى بلدانهم طوعًا لا يجدون وسائل وقنوات تخبرهم بالطرق القانونية وطريقة التسجيل وطلب العودة , إلا عن طريق تجارب لأشخاص سابقين او أثناء القبض عليهم في مراكز الاحتجاز
  4. يعاني أغلب العمال والمهاجرين من حملات تشويهية وخطاب كراهية ضدهم من قبل العديد من الأفراد والجهات وبعضها وسائل إعلامية وبالأخص قنوات الراديو
  5. جميع العمال والمهاجرين والأجانب في البلدية لا يشعرون بالأمان والثقة بسبب الحملات الأمنية التي تقوم بها أجهزة متعددة , حتى الأشخاص الذين يمتلكون وضع قانوني جيد قالوا نخشى من أي حملات تفتيش رغم اننا نعمل بشكل رسمي.
  6. يوجد في جميع البلديات العشرة التي اخذنا منها المسحات ظاهرة تشغيل الأطفال من الأجانب المهاجرين بعضهم يعملون في اعمال قاسية وخطرة عليهم وبعضهم لا يتحصل حتى على الأجر الكافي
  7. أغلب البلديات التي رصدنا فيها أوضاع العمال في الشركة العامة للنظافة يشتكون من تأخير رواتبهم وبعضهم تحدث على حرمان لعدة شهور من الرواتب
  8. تم رصد حالات أطفال قاصرين من المهاجرين تعرضوا لاعتداء جنسية واغتصاب ولم يتحصلوا على رعاية ولم يقدم لهم دعم نفسي ولا طبي واضطرت ثلاثة عائلات من تغير سكنها خوفاً من تكرار الفعل نفسه من قبل مراهقين وشبان ليبيين لم يتم محاسبتهم ولا التحقيق معهم
  9. يوجد من بين المهاجرين والعمال أشخاص من ذوي الإعاقة ويستخدمون الكراسي المتحركة وغير قادرين على توفير المواد الصحية التي يستخدمونها وغير قادرين للوصول الى المنظمات والجهات التي تدعم شريحتهم , كما لم يبلغنا جميعهم انهم تحصلوا على مشورة او تعرضوا لبحث اجتماعي داخل البلديات التي يسكنون فيها
  10. يوجد في اغلب البلديات عائلات بدون عائل أي رب الاسرة حيث تعيش الأم من أبنائها وتجد صعوبة كبيرة في الحصول على قوت يومها ولا حتى القدر على الوصل للمنظمات الدولية والجهات التي تقدم العون والإرشاد لهم.

 التوصيات:

 توصي مؤسسة بلادي السادة المسؤولين في البلديات ومكاتب الخدمات والإعلام والتوعية فيها ببعض التوصيات لعل أهمها:

أولاُ: ينصح بعمل منشورات وتعليمات بثلاثة لغات (العربية والفرنسية والإنجليزية) تكون صادرة عن المجلس البلدي توضع في أبرز الأماكن التي يسكنها العمال والمهاجرين وكذلك داخل مقرات البلديات , تشمل التعليمات الخدمات التي يمكن أن تقدمها البلدية مثل

  • أرقام الطواري الإسعاف النجدة المطافئ تكون قريبة من أماكن سكنهم
  • أرقام المنظمات الدولية المعنية بالعودة الطوعية IOM
  • أرقام التسجيل لدى المفوضية السامية لشئون اللاجئين UNHCR والمعنية برحلات الإجلاء أو إعادة التوطين في بلد ثالث
  • أرقام المنظمات الطبيبة المصرحة لها العمل في ليبيا مثل أطباء بلا حدود
  • أرقام جمعيات الهلال الأحمر الليبي
  • أرقام هواتف مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بمساعدة هذه الشريحة
  • خط ساخن يكون خاص بالبلدية لتقديم الشكاوى ,
  • أرقام هواتف لشيوخ ووعاظ للحصول على مواعظ وارشادات دينية والوصايا التي ترشدهم للالتزام بسلوك متزن داخل المجتمع المضيف واي استفسارات تخص المسلمين
  • الاستعانة بصندوق الزكاة والذي كان له مساهمات لحلحلة بعض القضايا في السابق باعتبار معاملة المهاجرين معاملة ((عابري سبيل))

ثانياُ: من الجيد أن يكون لعميد البلدية أيام في السنة يلتقي فيها بالأجانب والعمال في المدينة على غرار ما يفعل عديد من عمداء بلديات في دول أوروبا حيث يلتقي بالعمال والمهاجرين وممثلين عنهم بشكل دوري ويستمع الى أهم العراقيل والمشاكل التي تواجههم كذلك يخبرهم ويوصيهم بأهم واجباتهم تجاه البلدية والبلد الذي يقيمون فيه

ثالثاً: من المهم أن توصي البلديات وزارة الشؤون الاجتماعية بفئة الأطفال غير المصحوبين من المهاجرين فهناك العديد من الحالات يختفي الإباء او يصل الأطفال فقط الى ليبيا وينخرطون في سوق العمل او يبقون في مساكن العمال دون ان تعلم السلطات المحلية بهم , يجب ان يكون لوزارة الشؤون الاجتماعية دور في حماية الأطفال وهذا التزام ليبيا الدولي والمحلي

رابعاً: حق التعليم مكفول لكل الأطفال بغض النظر عن أوضاعهم القانونية وهذا حق التزمت به ليبيا وفق الاتفاقيات التي صادقت عليها , فمن المهم ان تسعي البلدية في حث وزارة التعليم باستحداث برامج تعليمة للأطفال المتواجدين في نقاط البلدية ولو كانت بشكل مراحل , مهما كانت أوضاع الأطفال القانونية وتعني المنحدرين من فئة العمال والمقيمين في ليبيا وان يتم السماح لهم بدخول المدارس وتلقى التعليم الأساسي

خامساً: جميع الأطفال لهم الحق في الحماية بغض النظر عن وضعهم القانوني فيجب أن يكون للبلديات دور رئيسي في حماية أي طفل داخل نطاق عملها من التحرش والاعتداء الجنسي داخل المدارس وأماكن سجن العمال , يجب توفير خط ساخن للإبلاغ عن هكذا انتهاكات ومن بعد تحيل البلديات توصياتها بالخصوص على الجهات المعنية.

سادساً: من الجيد أن تصدر نشرة بشكل دوري عن البلديات تتحدث فيها عن أوضاع العمال والمهاجرين القاطنين في حدودها الإدارية أعدادهم وجنسياتهم واحتياجاتهم المدروسة

سابعاً: نشجع دور بعض البلديات في إشراك المال داخل البلدية في الأنشطة الرياضية والمجتمعية مثل هذه الأنشطة تحد من خطاب الكراهية وتبني جدار الثقة بين البلديات والأجانب وتسهل على البلديات التعامل معهم حتى في الإجراءات القانونية من حصر وطلب الكشوفات الصحية والأمنية منهم , يجب أن يكون دور البلديات مهم خدمي اجتماعي ونفعي لجميع الأطراف.

ثامناً: تعاني الكثير من عاملات المنازل من التحايل وعدم وجود عقود واضحة للعمل في الكثير من البيوت ويتم احتجاز جوزات سفرهن , يجب أن توصي البلديات المواطنين بعدم تشغيل العمالات الا بعقود واضحة المعاملة تحمي الطرفين وتكون بعدية عن شبهات الاستغلال والفساد المالي , ويكون لعاملة الحق في حرية التنقل والسفر وأخذ الإجازات وكذلك ضمانات صحية ومالية.

وأخيراً: تؤكد مؤسسة بلادي استعدادها لتقديم أي مشورات وزيادة للتوضيح وطرح أفكار لمن يرغب من البلديات التي تم استهدافها وغيرها من التي لم يتم أستهدفها رغم تشابه الظروف والأوضاع فيها , تؤكد بلادي حرصها على التعاون مع البلديات من منطلق ايمان بدروها الحقيقي والفاعل في حال تمكنت من أستخدم كامل صلاحياتها ودورها المناط بها ,